2025-01-20T14:25:39+00:00
شفق نيوز/ ذكرت صحيفة “تلغراف”
البريطانية، أن عميلاً سابقاً في وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي
ايه”، يستعد مجدداً لإصدار رواية من أدب الجاسوسية، وذلك تحت عنوان
“الطابق السابع”، بعدما خرج من العمل كمحلل للوكالة.
والكاتب الأمريكي والعميل السابق، ديفيد
مكلوسكي، له آراء مختلفة حول وضع المنطقة العربية، منها انتقاده لحروب العراق
وأفغانستان التي لم تجعل العالم أكثر أمناً، حسب قوله، لكنه بالمقابل أبدى ارتياحه
لرحيل نظام بشار الأسد في سوريا.
وشبهت الصحيفة البريطانية، في تقريرها الذي
ترجمته وكالة شفق نيوز، الأمريكي ديفيد مكلوسكي، بالجاسوس البريطاني الشهير جون لو
كاريه، الذي يعتبر رائداً في أدب الجاسوسية والذي توفي العام 2020، وفيما أشارت
إلى أن كثيرين كانوا يتساءلون عما إذا كان روائي جاسوس آخر سيتمكن من شغل مكانه،
أكدت أن مكلوسكي، ربما يكون هذا الشخص.
وأوضح التقرير، أن مكلوسكي (39 عاماً)، محلل في
وكالة المخابرات المركزية تحول إلى مؤلف روائي، أبهر النقاد بأول روايتين له، وهما
“محطة دمشق” في العام 2021 و”موسكو X”
بعدها بعامين، بينما أن كتابه الثالث الوشيك هو “الطابق السابع”، الذي
يقوم فيه أحد كبار عملاء “سي آي ايه” السيء السمعة، بالبحث عن جاسوس
روسي في أعلى المواقع القيادية في الوكالة.
وأشار التقرير، إلى أن مكلوسكي “مثله مثل
لو كاريه الذي كان يعمل لدى أجهزة المخابرات البريطانية قبل المباشرة في مهنة
الكتابة”، موضحاً أن “ملكوسكي عمل لمدة 8 سنوات كمحلل لوكالة سي آي ايه،
يغطي مجريات سوريا، ويعيش في دمشق، قبل الحرب الأهلية وخلالها، ويكتب الإحاطات اليومية
التي يطلع عليها الرئيس الأمريكي، لكنه استقال من الوكالة في العام 2014”.
وبحسب التقرير، فإن “مكلوسكي استقال
لأسباب من بينها التدهور المتواصل للوضع في سوريا، وعدم قدرة الغرب، أو عدم رغبته،
على وقف هذا التدهور”.
ونقل التقرير عن مكلوسكي قوله إنه “كان من
الصعب مراقبة ذلك، وكشخص يريد أن تكون السياسة الأمريكية عبارة عن مزيج من
الفعالية والأخلاق والصدق، فقد بدأ الأمر وكأننا لم نكن نقوم بعمل جيد”.
ونقل التقرير عن مكلوسكي، قوله إن
“الخطيئة الأصلية التي ارتكبتها إدارة باراك أوباما فيما يتعلق بسوريا، كانت
الافتراض بأنه بالإمكان الإطاحة ببشار الأسد بسهولة من خلال انتفاضات الربيع
العربي”، مضيفاً أن “السياسة الأمريكية كانت تعتمد على الخطابية
والاتصالات الإستراتيجية، بدلاً من الأفعال، مما أدى إلى حدوث أمور غبية، مثل
تصريح أوباما في آب/ اغسطس 2011 بأن الأسد يجب أن يتنحى، في حين أنه لم يفعل أي
شيء لتحقيق ذلك”.
وبحسب مكلوسكي، فإن “نتيجة ذلك كانت أن
الولايات المتحدة تسببت في إرباك حلفائها وأعدائها”، مشيراً إلى أن
“ذروة ذلك كانت في كارثة الخط الأحمر، حيث فشل أوباما في العمل بناء على
التقارير التي تفيد بأن الأسد استخدم الأسلحة الكيمياوية”، موضحاً أنه
“كان ينبغي علينا جميعاً أن نقوم بالأمور التي قلنا إننا سنقوم بها، وأن
نعاقب النظام، على الأقل، لتجاوزه هذا الخط الأحمر”.
وتابع التقرير، أن “مكلوسكي، وكوسيلة
للتأقلم مع تجاربه في سوريا، بدأ في كتابة روايته (محطة دمشق) التي تتناول ضابطاً
في السي آي ايه، سام جوزيف، أثناء قيامه بتجنيد عضو في جهاز مخابرات الأسد للعمل
لصالح الأمريكيين”، مضيفا أن “الرواية حققت نجاحاً فورياً لدرجة أن
المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ديفيد بتريوس أشاد بالرواية ووصفها
بأنها أفضل رواية تجسس قرأها على الإطلاق”.
أما رواية “موسكو X”
فأنها تتناول محاولات زرع الفوضى في قمة نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من
خلال خلق الانطباع بأن النخب الروسية تخطط لانقلاب ضده.
وبين التقرير، أن “إحدى نقاط القوة
الكبيرة لدى مكلوسكي، والنادرة بين روائيي أدب التجسس، هي رسم شخصيات شاملة من
كلاً الجانبين”.
ونقل التقرير عنه قوله “اعتقد أنه من
النادر جداً في الحياة أن تصادف أشخاصاً أشرار بشكل كارتوني تماماً، ووظيفتي ككاتب،
ليست أن أخبرك، أيها القارئ، من هو على حق ومن هو على خطأ ومن غير ذلك، أنه رسم
شخصيات بشرية حقيقية ووضعها في القصة”.
وأشار التقرير، إلى أن “مكلوسكي بعد تخرجه
من العلاقات الدولية من كلية ويتون في إلينوي الأمريكية، كانت الوظائف الوحيدة
مدفوعة الأجر في سيرته الذاتية قبل انضمامه إلى سي آي ايه هي العمل كأمين صندوق في
سلسلة الوجبات السريعة (وينديز)، وكحفار لشركة تقوم بتركيب أنظمة رش
الحدائق”، وبحسب مكلوسكي فإن هذا “التقدم كان غريباً للغاية”.
وتابع التقرير، أن “مكلوسكي كان قادراً
على الانتقال من العمل لصالح الاستخبارات إلى المجال الأدبي، لأن بإمكانه استخراج
تجارب شخصية لرواياته”، ونقل التقرير عنه قوله “إذا كنت خارجاً من
العالم السري، الذي لا يستطيع أي شخص آخر الوصول إليه، فإن قيمتك بالنسبة للقراء
تتعزز تلقائياً، فهم ينظرون إليك ويقولون: حسناً، لقد جئت من هذا العالم، فمن
المنطقي أن تتمكن من الكتابة حوله”.
وتابع التقرير، أنه “بالنظر إلى كونه
موظفاً سابقاً في لانغلي، مقر سي آي ايه، فإن مكلوسكي ملزم بتقديم مخطوطاته إلى
الوكالة قبل النشر، حتى يتمكنوا من التأكد من أنه لا يعرض الأمن القومي للخطر من
خلال الكشف عن أسرار حساسة”، مشيراً إلى أن “مكلوسكي يقر بأنه كان
مذعوراً عندما سلم رواية محطة دمشق إلى المكتب المكلف بمراجعة النصوص قبل
النشر”.
وأشار التقرير إلى أن، مكلوسكي الذي مضى أكثر
من عقد من الزمان منذ أن استقال من “سي آي ايه”، ويعيش حالياً في تكساس
مع زوجته وأطفالهما الثلاثة، لا يزال يرى العالم من خلال عيون المحلل، ويتحدث عن
رحيل الأسد وفراره إلى موسكو، قائلا إن “السوريين لديهم فرصة لبناء شيء أفضل،
ويبدو أنه من الواضح من الوضع في سوريا، قبل فرار الأسد، أنه لم يكن حصناً
للاستقرار والسلام كما زعم، لقد كان قوة مثيرة للفوضى والصراع والألم، ومن الجيد
أنه رحل”.
وحول الخطوة التالية للرئيس المخلوع، وهو طبيب
عيون تدرب في لندن، فإن مكلوسكي يقول بشكل ساخر أنه “سوف يمضي بعض الوقت،
ويمكنه فتح عيادة الأسد وأولاده لطب العيون في موسكو”.
وذكر التقرير أنه بخلاف تفاؤله الحذر حول
سوريا، فإن مكلوسكي ينتقد بحدة الطريقة التي تصرفت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها
في الشرق الأوسط على مدى العقود القليلة الماضية، ونقل التقرير عنه قوله “نحن
جيدون في تحطيم الأشياء في المنطقة، ولا نتمتع بالبراعة في بنائها، ولا أعتقد
بالتأكيد أننا أصبحنا أكثر أماناً فيما يتصل بكيفية حدوث الحرب في العراق
وأفغانستان، والنتائج السياسية التي حصلنا عليها”.
وختم التقرير بالإشارة، إلى أن رواية
“محطة دمشق” في المراحل الأولى من تحويلها إلى عمل تلفزيوني، متابعاً
أنه “برغم أن روايته الثالثة الطابق السابع لن تطرح في الأسواق سوى بعد أيام،
إلا أن روايته الرابعة، وهي تتعلق بحرب الظل من الاغتيالات المتبادلة بين أجهزة
المخابرات الإسرائيلية والإيرانية، قد اكتملت بالفعل، ويستعد لرواية خامسة حول
العلاقات بين سي اي ايه الأمريكي وجهاز ام اي 6 البريطاني”.
ترجمة وكالة شفق نيوز