2025-01-20T17:12:16+00:00
شفق نيوز/ مع اشتداد البرد وانخفاض درجات الحرارة، تعيش مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى أجواءً مميزة حيث تتحول شوارعها في المساء إلى مشاهد حية من النشاط والحيوية حول عربات بيع “اللبلبي” والذرة المسلوقة أو المشوية التي تنتشر على أرصفة الطرقات وفي الأزقة السكنية وهي ملاذاً دافئاً لسكان المدينة.
ويتجمّع السكان حول تلك العربات حيث تفوح منها رائحة الحمص المسلوق والمتبل فضلاً عن الذرة، إذ تقدم الكؤوس المملوءة بهما ساخنة لتدفئ الأيادي والنفوس قبل الأجساد.
في هذا الصدد يقول أحمد محمد رشيد، وهو أحد باعة اللبلبي والذرة في بعقوبة، لوكالة شفق نيوز، إن “هذا هو الموسم الذهبي لعمله مع أمثاله في الشتاء والبرد فيزيد الإقبال بشكل كبير على اللبلبي، لاسيما وأن الناس يفضلون تناوله في البرد لأنه يمنح شعوراً بالدفء، كما أنه وجبة مغذية”.
ويشير رشيد وهو يملأ كوباً لأحد الزبائن إلى أن “عمل أصحاب عربات اللبلبي يزدهر شتاءً والأرباح تتضاعف حيث يباع الكأس الواحد بـ1000 دينار و2000 دينار حسب الطلب مع إضافة الحامض والبهارات والزبدة والكاتشب”، لافتاً إلى أن “اللبلبي والذرة خلال الشتاء تراثاً شعبياً وثقافياً فالعربات ليست للبيع فقط بل ملتقى يجمع الأصدقاء والشباب المارة للتواصل وتبادل الأحاديث الشيقة والجميلة”.
بدوره يبين أبوعبد الله، وهو صاحب عربة لبيع “اللبلبي” والذرة في شارع الطابو وسط بعقوبة، أن “الأجواء الباردة تجعل من الطلب على الوجبات الساخنة لا تتوقف فالكبار والصغار يتجمعون حول العربات لتناولها والاستمتاع بالدفء والبخار الذي يتصاعد منها”.
ويؤكد أبو عبد الله وهو يعمل في هذه المهنة منذ 20 سنة، أن “العربة هي مصدر رزقه ورزق الكثيرين، فعلى الرغم من أنه لدي زبائن حتى في الصيف إلا أن الشتاء هو فرصة ذهبية وأستطيع من خلاله تغطية نفقات عائلتي ومنزلي”.
ويتابع أن “زخم العمل خلال الشتاء يتركز خلال الصباح وفي المساء يستمر حتى بعد منتصف الليل وإلى الفجر حيث يتم طهي اللبلبي والذرة بشكل جيد لـ3-4 ساعات ويباع للزبائن”.
أما مصطفى حسين، وهو شاب من أهالي بعقوبة، فيقول لوكالة شفق نيوز، إن “تناول اللبلبي والذرة في شارع الطابو أو شارع الكورنيش يعتبر من الطقوس الثابتة لدينا لاسيما خلال ليالي الشتاء الباردة برفقة الأصدقاء والعوائل”.
ويشير حسين إلى أن “من يتناول هذه الوجبات الساخنة يأخذ كمية معه للعائلة كذلك فمتعتها هذه الأيام والرغبة تتراجع خلال الصيف”، داعياً الجهات الحكومية إلى “ضرورة دعم هذه المشاريع الصغيرة وسط المدينة عبر تخصيص أماكن أو أكشاك لها باعتبارها تؤمن قوت معيشة لمئات الأسر”.
وإلى جانب عربات “اللبلبي” والذرة فالأجواء الباردة في بعقوبة أنعشت عدة مهن أخرى لاسيما بيع القهوة والشاي وهو ما يضفي طابعاً حيوياً للمدينة حتى ساعات متأخرة من الليل.