إيلام الفيلية.. رياضة الأجداد مهددة بالزوال


2025-01-21T21:29:48+00:00

شفق نيوز/ رياضة المصارعة الشعبية التي يطلق عليها (الزورخانة) التي تعد من اقدم الرياضات في المنطقة، تعاني في السنوات الاخيرة من التلاشي والنسيان بسبب تناقص الاهتمام الشعبي والحكومي في جميع المناطق بما في ذلك في محافظة ايلام الفيلية التي كانت تعد من المحافظات المشهورة بهذا النوع من الرياضة الشعبية.

واوردت وكالة انباء مهر الايرانية تقريرا، ترجمته وكالة شفق نيوز، اشارت فيه الى ان رياضة الزورخانة تعد واحدة من أقدم الرياضات في البلاد وأكثرها شعبية، وهي باعتبارها جزءا من التراث الثقافي والتاريخي ولها ارتباط عميق بالثقافة والتاريخ الغني للبلاد. فجذور هذه الرياضة في الواقع، تعود إلى الحقب القديمة وتكسبها اهمية كبيرة.

واضاف التقرير ان هذه الرياضة هي الرياضة الوطنية الوحيدة المسجلة في اليونسكو باسم إيران، وبالإضافة إلى الرياضة والتقوية البدنية، هناك جوانب روحية واجتماعية وثقافية وتاريخية مثل تعزيز القيم الأخلاقية والثقافية والتواصل مع الثقافة والتاريخ ‎زيادة الروح المعنوية والثقة بالنفس ، كما انها تعمل على تعزيز الصحة النفسية.

وذكر ان رياضة الزورخانة دورا مهما في الحفاظ على هوية البلاد الثقافية والتاريخية وإدامتها، وفي الواقع، تعد هذه الرياضة رمزا للتفاني والاحترام للمصارعين والأبطال الذين أصبحوا خالدين في تاريخ وأدب هذه الأرض.

واستدرك التقرير بان هذه الرياضة، وبسبب الإهمال تعرضت للتلاشي في السنوات الأخيرة، في بعض المحافظات، بما في ذلك محافظة إيلام، الأمر الذي يمكن أن يكون له العديد من الآثار السلبية على المجتمع والثقافة، مثل فقدان التراث الثقافي، وتقليص القيم الأخلاقية، وإضعاف التضامن الاجتماعي، وفقدان المزايا البدنية، انخفاض الصحة النفسية، إضعاف الهوية الوطنية، انخفاض الدافعية لممارسة الأنشطة الرياضية، وانخفاض الاهتمام بالمبادئ التربوية، وفقدان الارتباط بالتاريخ والأدب وتقليل فرص العمل.

نسيان رياضة الزورخانة في ايلام

ونقل التقرير عن الخبير الاجتماعي آرمان صفربيكي، قوله ان رياضة الزورخانة، رياضة قديمة وهي نوع من المصارعة، فيها مجموعة من الحركات الرياضية التي كانت تمارس في الماضي في مكان يسمى زورخانة مع ايقاع طبل يسمى (ضرب)، هذه الرياضة هي احدى الاشياء التي سجلت ضمن التراث الثقافي القيم لإيران والذي يلعب دورا مهما في تعزيز الهوية الوطنية وتعزيز القيم الأخلاقية وتحسين مستوى الصحة البدنية والعقلية للناس.

وذكر صفربيكي أن رياضة الزورخانة في محافظة إيلام، على الرغم من تاريخها الطويل والمفتخر، إلا أنها منسية، مضيفا ان التحقيقات أظهرت إهمال الزورخانة ومصارعة الزورخانة في إيلام بسبب التغيرات الثقافية ونمط الحياة، وتأثير الرياضات الحديثة، ونقص الإعلان والترويج المناسبين، ونقص البنية التحتية والمرافق، ونقص برامج التدريب، ونقص الموارد المالية والدعم وحصول تغييرات في القيم والأولويات.

وافاد صفربيكي بان الترويج لرياضة الزورخانة في محافظة إيلام، باعتبارها إحدى المحافظات الغنية بالثقافة والتاريخ، أمر مهم للغاية ويمكن أن يكون له العديد من الآثار الإيجابية مثل تعزيز الهوية الوطنية والفخر الوطني، وخلق فرص عمل، وجذب السياح الثقافيين، وما إلى ذلك. ولهذا السبب، مع التخطيط السليم ودعم هذه الرياضة التقليدية، من الضروري المساعدة في الحفاظ على هذا التراث القيم وتعزيزه ونقله إلى الأجيال القادمة.

وتابع صفربيكي إن زيادة الوعي والمعرفة العامة حول هذه الرياضة، وعقد دورات تدريبية في المدارس والجامعات، وكذلك عقد ورش العمل والندوات المتعلقة بها، يمكن أن يعرّف جيل الشباب بثقافة وتاريخ المصارعة في إيران ويزيد الاهتمام بهذه الرياضة.

وذكر أن إنشاء مرافق وبنية تحتية مناسبة لرياضة الزورخانة هو أيضا أمر حيوي للغاية في إيلام ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، مشيرا الى ان الدعم المالي لرياضة الزورخانة له أيضا أهمية كبيرة، لأن جذب الدعم المالي من المؤسسات الحكومية والخاصة يمكن أن يساعد في تطوير وتجهيز الزورخانات، واجراء المسابقات والبرامج التدريبية وخلق المزيد من التحفيز للرياضيين والمهتمين.

تطوير رياضة الزورخانة في ايلام

ونقل التقرير عن رئيس مجلس مصارعة الزورخانة في إيلام يونس حواسيان، قوله ان رياضة الزورخانة في إيلام، باعتبارها أحد الرياضات القديمة في البلاد، هي مزيج من الفن والقوة البدنية والقوة الروحية والصلة مع الله، والتي يمكن أن يكون لها العديد من الآثار الإيجابية على الثقافة والصحة والعلاقات الاجتماعية واقتصاد المحافظة.

واستدرك حواسيان ان الاجيال الجديدة اصبحت أقل دراية بالتقاليد والرياضات القديمة، مع التغيرات السريعة في نمط حياة وثقافة المجتمع لفترة طويلة، بما في ذلك رياضة الزورخانة، مما يؤدي في النهاية إلى نسيان مثل هذه الرياضات.

واضاف حواسيان انه مع تلاشي هذه الرياضة، سيضيع جزء من هوية البلاد الثقافية والتاريخية ولن تستفيد الأجيال القادمة من هذا التراث القيم، وكذلك مع تلاشي هذه الرياضة ستنخفض فرص العمل المرتبطة بها أيضا. ويمكن أن تؤدي هذه المشكلة إلى التدهور الاقتصادي للمجتمع.

وتابع حواسيان، لذلك، ومن أجل تحسين المرافق والبنية التحتية لرياضة الزورخانة، تم بناء مبنى الزورخانة القديم في بورياى ولي في مدينة إيلام، وهو متهدم و لقد تعرض للأضرار، وبتخصيص أموال البناء، تم تجديده وتحويله إلى أحد أفضل الزورخانات في البلاد.

وأشارة إلى تنفيذ مشروع في المدارس لإيجاد المواهب لدعم هذه الرياضة، تابع هواسيان انه خلال الـ 11 شهرا الماضية ارتفع عدد الرياضيين النشطين في هذا المجال من 12 إلى 120، وهو خبر مهم لازدهار رياضة الزورخانة القديمة في إيلام، مضيفا إن إحياء رياضة الزورخانة في إيلام يتطلب اهتمام الأهالي والمسؤولين للحفاظ على التراث الثقافي والرياضي للبلاد وإحيائه، فضلا عن التعاون الشامل من وسائل الإعلام.

المكانة القيمة لرياضة الزورخانة في محافظة إيلام

كما نقل التقرير عن مدير عام الرياضة والشباب في محافظة إيلام شهاب شهبازي قوله ان الاهتمام بالمصارعة يمكن أن يعزز روح التضحية بالنفس والفروسية والشجاعة لدى الشباب والرياضيين، ولهذا السبب يجب التأكيد على هذه الرياضة والاهتمام بها.

وأشار شهبازي إلى المكانة القيمة لرياضة الزورخانة، طالبا من الشباب تقدير هذا المجتمع الثقافي القيم بشكل أكبر لأن هذا الجو الروحي يجذب الإنسان نحو الله ويبعده عن شرور العصر وقبحه.

وأضاف شهبازي ان الحفاظ على هذه الرياضة العريقة هو الحفاظ على الهوية الوطنية والزورخانة العريقة تعبير عن تاريخ وثقافة البلاد، عادا أن المصارعة ورياضة الزورخانة في المحافظة لها تاريخ مشرف ويجب إحياء هذا التراث الأصيل في المحافظة وإعادته إلى مكانه الأصلي بالتخطيط السليم.

وتابع شهبازي ان زورخانة بوريا والي إيلام، تم تجديدها وترميمها بقرض يصل إلى مليار تومان.

ترجمة: وكالة شفق نيوز